السبت، 31 ديسمبر 2011

تنــكَر!





الظلام، 
الهدوء، 
الباب المفتوح، 
 النافذة وزجاجها المحطم، 
رائحة السرقة، 
الشتاء الطويل،
وأرق الليل؛..
كل شيء مهيأ تماماً!

اعتادت أن تسرقني كل ليلة، وأنا بالجوار على السرير بين النوم واليقظة، أرقبها في وجل!
قدماها النحيلتان تخيفني!،
وشعرها الأبيض الطويل، ويديها ذات القفاز الأسود، وصوت تنهدها، وكل شيء فيها مرعب!
وأنا في صمت، متجاهلة أشيائي التي تسقطها في مخبأها،
تفتح الدواليب، باباً باباً، وتجمع الأشياء،
حتى العطر الفارغ!..
خبأته معها دون أن تنسى الغطاء، والعلبة الأرجوانية،
والوردة الحمراء الذابلة،
بصماتها على مكتبي، وخصل من شعرها سقطت على يدي!
حتى مات الكلام في داخلي،
وكنت سأهرب، لو لم تراني، وتعيدني إلى مكاني، 
هي تحب أن تسرق بالعلن، وتحبني أشاهدها، 
حتى أموت مرتين: من الخوف، ومن فقد الأشياء!
...
وقبيل الخروج..
تقترب من حافة السرير، حيث كتابي الأبيض، 
ممزق قليلاً من الجهة اليمنى، وأطرافة الداكنة تذكرني بليلتي الماضية 
 حينما كنت أقرأ، وسكبت القهوة عليه، وأنا أغالب النوم!
 تتصفحه قليلاًـ.. وتمسك بقلم مفقود الغطاء،
تكتب رموز لاأفهمها!، وعدد الأشياء التي نهبتها، وخطوط مائلة ومستقيمة،
تعيد الكتاب إلى مكانه، 
.
.
.
تتسلل بهدوء، لتخرج من باب الغرفة، وشعرها يتبعها،
والباب يبقى "مفتوحاً"..!
وفي كل مرة تكرر التفاصيل ذاتها..

حتى أنها آخر ليلة ماوجدت ماتسرقه،
فسرقتني "أنا"..!
..
وما أنقذني أحد!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق