الخميس، 22 ديسمبر 2011

"الســـــــــــَلام"(2)


من اعتقد أن الله سلام في ذاته وصفاته وأفعاله من كل عيب ونقص، فسلمه من الصاحبة والولد، ومن الكفء والنظير، وسلم حياته من الموت ومن السنة والنوم، وقيوميته وقدرته من التعب واللغوب، وعلمه سلام من عزوب شيء عنه، أو عروض نسيان، و إرادته سلام من خروجها عن الحكمة والمصلحة، وكلماته سلام من الكذب والظلم، بل تمت كلماته صدقا وعدلا، وغناه سلام من الحاجة إلى غيره بوجه ما، بل كل ما سواه محتاج إليه، كانت النتيجة أن يسمع تسليم الله له في الجنة ، تأمل (تحيتهم فيها سلام)، وينزل بركة اسمه السلام عليه فيسلم من كل آفة ونقص (لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولا من رب رحيم).

*******************


لقد سلم الله أنبياءه ورسله الذين علموا الخلق معنى اسم الله السلام (وسلام على عباده الذين اصطفى) وإذا سلم الله على عبد فإن ذلك إشارة إلى سلامة ذلك العبد من كل عيب وآفة، واستلزم ذلك أن ننزههم من العيوب والنقائص فلا يذكرهم أحد بسوء، ولا يطعن في شرائعهم، أو يستهزأ بحديثهم، ومن وقع في عداوتهم قطعه الله عن كل خير، تأمل (إن شانئك هو الأبتر).

******************

أوحش ما يكون الخلق في ثلاث مواطن: يوم يولد فيرى نفسه خارجا مما كان فيه ، ويوم يموت فيرى قوما لم يكن عاينهم، ويوم يبعث فيرى نفسه في محشر عظيم، فأكرم الله فيها يحيى بن زكريا فخصه بالسلام عليه فقال: (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا) فأشار إلى أن الله جل وعز سلم يحيى من شر هذه المواطن الثلاث وأمنه من خوفها، أسأل الله أن يسلمك فيها.ابن عطية تفسير ابن كثير(3/144).

*********************



ما أجمل أن نفشي اسم الله السلام في الأرض، ونختار ما اختاره الله لأبينا آدم من التحية، فذلك هو أفضل الإسلام، وفي الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير ؟ قال: (تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف)، يقول أهل العلم: فدلالة كمال إسلام وإيمان العبد نشر السلام.

*********************


أولى الناس بالله -أي: أخصهم وأقربهم له- من ابتدأ عباد الله بالسلام، وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام) صحيح أبي داود(5197) وفي رواية الترمذي(2698) (يا رسول الله الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام فقال أولاهما بالله).


*********************

من أراد أن تتنزل البركة على بيته، ليسلم على أهله إذا دخل، فعن أنس مرفوعا : (يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم فتكون بركة عليك وعلى أهل بيتك) سنن الترمذي (2698) .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق