الاثنين، 25 أبريل 2011

~..عـذراً معلمتــي..~



 رسالة من أختي الصغيرة ينسجها قلمي ..

..لازلت في المرحلة الابتدائية بمعني أنني مبتدئة ولازال عقلي الصغير يتيه
في خيالاته ومعتقداته التي كثيرا ما توحي لي  بأن المعلمة ليست معلمة فحسب
 بل هي الإنسانة العظيمة والمرأة الراشدة والأم القدوة
وأكاد أجزم أن كل ماتقولينه صحيح ولا تخطأين البتة ..هذه أقصى حدود مخيلتي الصغيرة عنكِ معلمتي
!!!
ولكن ألم تتساءلي لماذا تغيبت بالأمس واليوم وربما غداً لن تريني أيضاً ؟؟!!
معلمتي الغالية .." قلبـي منكسر "

كلماتك الساخرة قست علي وضحكات زميلاتي من حولي زادتني انكسارا
توبيخك ونبرات صوتك الحادة أضحت تلازمني وتعصر قلبي ألماً
رفقاً معلمتي ..إن مرحي ولعبي وكل فوضويتي ليس خبثاً أو عداوة أكنَها لكِ
إنما هي جزء من طفولتي البريئة
 فلا عقلي يعرف معنى العداوة ولا قلبي يحمل البغضاء والضغينة لأحد
تذكري أني لازلت طفلة !!
أرجوكِ لا تغتالي البراءة ولا تحطّمي الطفولة

................................................................

معلمتي إليك ِمشاهد وشواهد من بعض ما روته لي أختي   :
" انقضت أيامي الدراسية ومرت لم أشعر بها
غير أن الذكريات الجميلة تستوقفني دوماً حتى قطعت عهداً على نفسي أن لا أنساها أبداً
،،،
معلمتي في الإبتدائية زرعت ثقة عظيمة في قلبي من حيث لاتدري فقط إختارتني
 لأكتب لها لوحة بسيطة كانت عن "إشارة المرور "
 علقتها في زاوية واضحة أمام الجميع أمر كهذا بالنسبة لطفلة في صفها الأول
كفيل لأن يمنحها سعادة لاتحدَها حدووووود
،،،
أما معلمة اللغة الإنجليزية في المرحلة المتوسطة جعلت قلبي ينبض حباً واحتراما لها 
فقط بعبارتها لي
 "طالبة تستحق الاحترام"
،،،
ولازلت أذكر جيداً معلمة اللغة العربية في المرحلة الثانوية  التي أخفقت بإجابتي
أمامها ذات مرة فما كان منها إلا أن غفرت الزلة
وسامحت وأتبعتها بقولها ( لكل جوادٍ كبوة ) شعور رائع كان ألذَ من ثنائها حينما أصيب
فيا لروعة الإخفاق حينما يكون أمام العظماء
،،،
مشرفتي و أستاذتي في المرحلة الجامعية سكبت حُبها وعلمها واحترامها واحتوتني
 بكل ماتعنيه الكلمات
ترى القليل كثير أفاضت بسيل من عذب كلامها لا تقوى ذاكرتي على نسيانه أبداً 
كم كانت إنسانة رائعة لازلت أذكرها وقلبي يهتف دوماً بالدعاء لها
،،،
لم أكن مثالية إلى هذا الحد ولا أستحق إلا أقل القليل من كل ذلك ، كلماتهم وثناؤهم
 ربما يكون  نوع من المجاملة أو عبارات ألفوها واعتادوا قولها
كل ذلك لا يُهم الأهم هو الأثر الجميل والسيرة العطرة التي خلّفوها وراؤهم
وذلك من صفاء قلوبهن وفيض عطائهن سبحان ربي ما أكرمهن
وغيرهم كثير رحلت عنهم وبصماتهم لازال لها بالغ الأثر في نفسي

!! معلمـــــــاتي ما أروعهــــــــن !! "

..................................................

معلمتي ماذا عنكِ؟! وماذا عنَي؟!
؟؟؟

لطفاً أمامي مستقبل أجهله وأنا على أبواب طفولة سأودَعها
وخلفي أسرة ترتقب ..وأمة عظيمة تنتظر من جيل قادم  إنجازً ونجاحاً
سأقولها لكِ ببساطة ..لا عتاب شديد سيثمر ..ولا سخرية وازدراء سيؤثر
ولا مقارنة بالآخرين ستجدي نفعها ..!
ثمّة صبر وتوجيه وتهذيب لأخلاق بذوق وأدب 
وشعور بالأمان والاحترام والحُب كفيل بأن أكون كما تريدين وأكثر

دوركِ سيدتي عظيم وكبير يتجاوز حدود السبورة والقلم
ويصل لآفاق طويلة الأجل يبقى أثرها إلى الأزل

أمامك زهور اسقيها بماء الإيجابية وأغدقي عليها بكريم الأخلاق
 حتماً ستزهر البساتين فلا تستعجلي قطف الثمار

" وحسبكِ غاليتي  ثواب من الله وأجرٌ لا مداد له "

×× التعليم رسالة عظيمة وأمانة إما أن تعطوها حقها أو دعوها لأهلها ××