السبت، 31 ديسمبر 2011

تنــكَر!





الظلام، 
الهدوء، 
الباب المفتوح، 
 النافذة وزجاجها المحطم، 
رائحة السرقة، 
الشتاء الطويل،
وأرق الليل؛..
كل شيء مهيأ تماماً!

اعتادت أن تسرقني كل ليلة، وأنا بالجوار على السرير بين النوم واليقظة، أرقبها في وجل!
قدماها النحيلتان تخيفني!،
وشعرها الأبيض الطويل، ويديها ذات القفاز الأسود، وصوت تنهدها، وكل شيء فيها مرعب!
وأنا في صمت، متجاهلة أشيائي التي تسقطها في مخبأها،
تفتح الدواليب، باباً باباً، وتجمع الأشياء،
حتى العطر الفارغ!..
خبأته معها دون أن تنسى الغطاء، والعلبة الأرجوانية،
والوردة الحمراء الذابلة،
بصماتها على مكتبي، وخصل من شعرها سقطت على يدي!
حتى مات الكلام في داخلي،
وكنت سأهرب، لو لم تراني، وتعيدني إلى مكاني، 
هي تحب أن تسرق بالعلن، وتحبني أشاهدها، 
حتى أموت مرتين: من الخوف، ومن فقد الأشياء!
...
وقبيل الخروج..
تقترب من حافة السرير، حيث كتابي الأبيض، 
ممزق قليلاً من الجهة اليمنى، وأطرافة الداكنة تذكرني بليلتي الماضية 
 حينما كنت أقرأ، وسكبت القهوة عليه، وأنا أغالب النوم!
 تتصفحه قليلاًـ.. وتمسك بقلم مفقود الغطاء،
تكتب رموز لاأفهمها!، وعدد الأشياء التي نهبتها، وخطوط مائلة ومستقيمة،
تعيد الكتاب إلى مكانه، 
.
.
.
تتسلل بهدوء، لتخرج من باب الغرفة، وشعرها يتبعها،
والباب يبقى "مفتوحاً"..!
وفي كل مرة تكرر التفاصيل ذاتها..

حتى أنها آخر ليلة ماوجدت ماتسرقه،
فسرقتني "أنا"..!
..
وما أنقذني أحد!

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

أعــرنــــي هويـــــــــة



لكل مسرحية نهاية ، تنتهي بنهاية دور الممثل، هكذا هم مرتادي الأقنعة ،
سرعان ما تكشفهم الحقائق، يتقمصون أدواراً ليست لهم ، ليواروا خلفها سوءاتهم! ، 
ولكن الحقيقة هي الأسرع دوماً، تظهر نفسها دون البحث عنها، 
فلا تشدق يدوم، و لا تصنع يُستتر !

كثيرا ما يقود التصنع أصحابه إلى طريق الفشل، والإحباط المعنوي، 
نتيجة الخيبات المتتابعة، والأخطاء المتكررة، 
فيخطئ في حق ربه ، وعلى نفسه، وفي حق  الناس ، فيفقد ثقته بنفسه،
لأنه ينتقص ذاته، فهو يعلم حقيقة ما يصنع،
فقد عبثت به الفوضوية، وضلَ الطريق، وتاهت به الدروب !

ولتصنع أسباب أصَلت فيه  هذا الخُلُق، وهوت به في متاهاتها.. من أهمها :
1- الخوف : هو العائق الكبير أمام النجاح، فمن لا يتقن عمله،
يواري ويرائي ما ليس لديه تسترا على عيوبه .
2- إرضاء الآخرين: يفقد البعض هويته، و قيمه، بحثا عن رضا الغير، ونيل تأييده ، فالقدرة على مواجهتهم والإفصاح عن رأيهم الحقيقي منعدمة لديهم.
3-انعدام الرقابة الذاتية: اذا بات الإنسان يدعي ما ليس فيه، 
فاعلم أن ضميره مات وهو لازال حيَا،
يقول ابن الأعرابي : (  آخر الخاسرين من أبدى للناس صالح أعماله، وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد )
4- انعدام المصداقية: الصدق والأمانة في الإنسان أساس أخلاقه، وعنوان مروءته، 
ولكن إذا ما غُيبَت ، وبدأ تزييف الحق فقد ضل صاحبها الطريق، وهوى في قاع التصنع!
5- انعدام القناعة: قد ينجرف الإنسان أمام تيارات من الآراء، وقد يغرق في بحار الدعوات والإدعاءات، وتنصهر شخصيته ، وتذوب في براهين غيره، دون أن ينقذ نفسه بقناعته،
ويرسم ملامح لشخصيته، غير مبالٍ بتلاطم الأمواج أمامه، مهملٌ لكل الأصوات التي في دواخله تستجدي حريتها.

قد نبحث عن الحل.. وقد نتسائل.. كيف يمكننا أن نحرر شخصية "متصنع"، وننقذ هويته ؟!
هي مشكلة كغيرها، إن شعر صاحبها بها، فقد بدأ يخطو خطواته الأولى في حلها ولعل أهمها:
1- الإستعانة بالله والشعور بمعيته، مع قوة الإرادة بالتغيير .
2- اختار لذاتك شخصية مستقلة، تلائمك، وتذكر دائماً أن ما يرتديه غيرك قد لا يناسبك.
 3- تطبَع بجمال الصفات في الباطن قبل الظاهر.
4- من تجربتي الشخصية أكثر ما يحطم الإنسان "مقارنة نفسه بالآخرين" !، فلا تسلك هذا الطريق، تفرد بمواهبك، وقدراتك وقد يكون لديك أفضل مما عندهم غير أنك لم تكتشفه بعد.
5- لا تقف عن تطوير ذاتك، فاليوم تقرأ كتاباً، وغدا تكون كاتباً، وراقب سلوكياتك باستمرار .
6- اجعل لنفسك دائماً قدوة حسنة،  تكتسب منها الخبرة الجيدة.
7- عزز ثقتك بذاتك، وكن خير معين لنفسك على التغيير.

من أراد الاستقلال بشخصيته ، وعزم على ذلك متوكلاً على ربه، مخلصاً في عمله، فستضمحل العوائق أمامه، وستفتح له الدنيا طريقاً يعبره بسلام.


الخميس، 22 ديسمبر 2011

" القـــــــــــدوس "(2)



لا يكاد ينفصل التقديس عن التسبيح، لأن كليهما تنزيه لله عن النقائص، تأمل فضل تقديس الله وحرك لسانك به، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن مما تذكرون من جلال الله: التسبيح والتهليل والتحميد، ينعطفن حول العرش، لهن دوي كدوي النحل، تذكر بصاحبها، أما يحب أحدكم أن يكون له -أو لا يزال له- من يذكر به)الصحيحة(3358)، وفي الآخر: "من هاله الليل أن يكابده، أو بخل بالمال أن ينفقه، أو جبن عن العدو أن يقاتله، فليكثر من (سبحان الله وبحمده)؛ فإنها أحب إلى الله من جبل ذهب ينفقه في سبيل الله عز وجل)مسلم(2698).
"المتميزة"
************************************
التسبيح مرتبط بجميع أعمال العبد؛ فكفارة المجلس "سبحانك اللهم وبحمدك.. "، وفي أذكار الصباح والمساء تسبيح، وفي الصلاة تسبيح، وفي أدبار الصلوات كذلك، بل عند التعجب يسن للمرء أن يسبح، أو إذا سمع المرء أو رأى أمرًا يعجب منه، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لما رأى الناس يعذبون -في حديث سمرة بن جندب- قال: سبحان الله ! ما هذان. وفي ليلةٍ استيقظ -صلى الله عليه وسلم- فَزِعاً قال: (سبحان الله ! ماذا أنزل الليلة من الفتن، وماذا فتح من الخزائن). رواهما البخاري، وعبادة المؤمن قائمة على تقديس ربه.
"المتميزة"
********************************
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحافظ على الذكر الذي ورد فيه لفظ القدوس، ويكثر من ذكر هذا الاسم في ركوعه وسجوده، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في ركوعه وسجوده: (سبوح قدوس، رب الملائكة والروح)مسلم(487) وسبوح: نفي النقائص، وقدوس: إثبات المحامد، وجاء أيضا أنه كان إذا أوتر يقول إذا سلم: (سبحان الملك القدوس ثلاثا يرفع صوته بالآخرة) رواه أحمد وسنده صحيح، قيل لأن هذا الذكر مدعاةٌ للتأمل.
"المتميزة"
******************************
من آثار تقديس الله وتنزيهه إحسان الظن به، وعدم إساءة الظن به، فإذا قلت قدوس نزه الله عن أن تظن به ظن السوء الذي هو: اعتقاد جانب الشر؛ وترجيحه على جانب الخير، مما يحتمل الأمرين معاً، كأن يقول المرء: لن يوفقني الله، أو وجهي ليس وجه نجاح، أو مصيري إلى الطلاق، وسوء الظن صفة أهل النفاق، تأمل: "ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوءعليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم" وانظر إلى عقوبة من ساء ظنه بربه: دائرة السوء، الغضب، اللعن، النار..
"المتميزة"
******************************
أعظم ما يُقَدِّس العبادُ به ربهم هو الإيمان والتوحيد ونفي الشركاء عنه والأنداد وتنزيهه عن كل نقص وعيبٍ نسبه إليه الكافرون والمشركون والمنافقون، وتعظيمه وتقدسيه بالعبادة الخالصة له، وتقديسه بمداومة التسبيح.
*******************************
!!
آمل منك أن تجمع رسائل اسمه الله القدوس، وتتأملها لتعلم كم هي معاني أسماء الله الحسنى عظيمة إن استطعنا أن نغوص في معانيها ونربط بها حياتنا ونهذب سلوكنا، ومن وعي اسم الله القدوس أثمر في قلبه تنزيه الله عن كل نقيصة ومن ذلك سوء الظن، وتحرك لسانه بالتسبيح، وجوارحه بالتأمل، فتنبه.
"المتميزة"

" القـــــــــــدوس "(1)




القدوس اسم من أسمائه الحسنى، ورد ذكره في القرآن مرتين، ومن معانيه: المبارك. والبركة الحقيقية لا تُسأل إلا من الله عز وجل، فالله مبارك في أقواله وأعماله، ولذلك البركة المطلقة لا تطلب إلا من الله سبحانه وتعالى، وقيل: هو الطاهر من العيوب، المنزه عن الأولاد والأنداد، وقيل:هو المنزه عن كل وصف يدركه حس، أو يتصوره خيال، أو يسبق إليه وهم، أو يختلج به ضمير، أو يقضي به تفكير، وقال ابن كثير: المنزه عن النقائص؛ الموصوف بصفات الكمال. ولا مانع من حمل المعنى على الأربعة معان.
"المتميزة"
****************************************
إذا علمت أن الله هو القدوس سبحانه، فنزهه عن النقائص في ذاته صفاته وأسمائه الحسنى وفي أقواله وأفعاله ونهيه وأمره، واعلم أنه موصوف بكل كمال، فقوله الصدق، وخبره الحق، قال تعالى: (ومن أصدق من الله حديثا) وفعله منزه عن الخطأ والنسيان (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته) وتقدس وتنزه عن أن يخلق شيئاً عبثاً أو سفها (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا) فإذا جاءت الآية فيها فعل منسوب له -سبحانه وتعالى- فاعلم أن هذه تقديس لله سبحانه فأرعِ لها سمعك.
"المتميزة"
**************************************
القدوس الممدوح بالفضائل والمحاسن، والتقديس مضمن في صريح التسبيح، والتسبيح مضمن في صريح التقديس، وقد جمع الله تبارك وتعالى بينهما في سورة الإخلاص، فقال عز اسمه (قل هو الله أحد الله الصمد) فهذا تقديس، ثم قال (لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) فهذا تسبيح. والأمران راجعان إلى إفراده وتوحيده ونفي الشريك والتشبيه عنه. الحليمي المنهاج في شعب الإيمان(197).
"المتميزة"
***********************************
إذا علمت أن الله هو القدوس فاعلم أن كل شيء في الكون يقدس الله ويسبحه وينزهه، وتسبيح الله تبارك وتعالى من أعظم ما يعبد الله به، وهو عبادة أهل السماء من الملائكة قال تعالى: (وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم) فالكون كله معبد، تتجاوب جنباته بالتسبيح لخالقه، فما من شيء في الكون إلا وهو يسبح خالقه. قال تعالى: (سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم). فقدسه وسبحه لتشارك عباد الله الصالحين.
"المتميزة"
*********************************
تأمل ختام آية التقديس والتسبيح في قوله سبحانه:(تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا) فهو حليم بكم إذ فضلكم على جميع المخلوقات، ومع ذلك فكل المخلوقات لا تغفل عن تسبيحه، وأنتم تغلفون، ومع هذا فإنه حليمٌ بكم، غفورٌ لكم على غفلتكم وتقصيركم إن عدتم إليه جل وعلا.
"المتميزة"
******************************************
أيها المبارك إذا ما رفعت رأسك للسماء ورأيتها ورجلك على الأرض، تفكر في بداياتهما حين أمرهما الله بالإتيان طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين، تفكر وأنت تعيش بين أرض وسماء، تفكر يوم القيامة يوم تشقق السماوات وتتناثر الكواكب، وتعبد بعبادة أولي الألباب الذين يقودهم التفكر إلى تقديس الله وتنزيهه، تأمل: "ويتفكرون في خلق السماوات والأرض : ربنا ما خلقت هذا باطلاً. سبحانك ! فقنا عذاب النار".
"المتميزة"
************************************
جاء في حديث ربيعة بن كعب قوله: كنت أخدم النبي -صلى الله عليه وسلم- نهاري، فإذا كان الليل أويت إلى باب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فبت عنده فلا أزال أسمعه يقول: (سبحان ربي)، حتى أمل أو تغلبني عيني فأنام. صحيح الترغيب والترهيب 388.
قال أهل العلم ويستفاد من الحديث أن العبد إذا أنهى ورده قبل النوم يسن له أن ينتقل إلى التسبيح.
"المتميزة"
 

"الســـــــــــَلام"(3)



من أراد ضمان الله إن عاش رزق وكفي وإن مات دخل الجنة ليكن أحد الثلاثة،
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل: رجل خرج غازياً في سبيل الله فهو ضامن على الله يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة،ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة ، ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عز وجل) صحيح سنن أبي داود(2494) وتأمل كيف قرن رسول الله عليه الصلاة والسلام بين إفشاء السلام في البيوت والجهاد في سبيل الله. 
*******************
قبل أن ننصرف من صلاتنا ونتحلل منها، نذكر اسم الله (السلام) السلام عليكم ورحمة الله، لأن به تكتمل حصانتنا ، فالمسلمون في صلاتهم بين يدي الله وفي حماه محفوظون من جميع الشرور، وإذا انصرفوا ابتدرتهم البلايا والآفات فمن رحمة الله بهم أن جعل انصرافهم من بين يديه مصحوبا بالسلام الذي يدوم معهم ويحفظهم الله به إلى الصلاة الأخرى.

*****************

من تأمل في اسم الله (السلام) أدرك أسرار الشريعة وحقيقة الأحكام، فمن كانت له معرفة بهذا الاسم رأى أن الخلق والأمر ينتظمان به أتم انتظام، فلو نظر إلى كل حكم في الشريعة لرأى سريان أثر هذا الاسم فيها ، فأوامر الله ونواهيه كلها تحتم علينا الأمن والسلام، فما أمرنا السلام بالصيام إلا لسلامة أجسادنا، وما أمرنا بالزكاة إلا للسلامة من الفقر، وما أمرنا بالجهاد إلا لسلامة أمتنا، وما نهانا عن الربا إلا لسلامة اقتصادنا... وجميع الأحكام تدعو للسلام، وجدير بمن عرف هذا الاسم أن يزداد إيمانه ويقينه وتوكله على ربه ،ويطمئن لشرع الله قلبه، ولا يعارض حكم الله بعقله، وأن يسلم لله أمره، ولا يشرع من تلقاء نفسه، فإن استسلمت بحق أمة الإسلام، وطبقت شرع الله السلام، سادها الأمن والسلام.

***************


من معاني اسم السلام أنك إذا اتصلت بالله عز وجل طهرت نفسك من العيوب، ومنحك السلام السلامة في أخلاقك ، وفي سريرة نفسك، وفي تجارتك سيهديك سبل السلام، وفي زواجك يهديك سبل السلام، وفي علاقاتك بجيرانك يهديك سبل السلام ، فذكر الله يورث الأمن والسلام ، والاتصال بالله عز وجل يكسب السلامة من العيب والنقائص والأدران ، وإذا طبقت شرعه يهديك سبل السلام ،قال تعالى: ( يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام).

***************

تأمل آثار اسم الله السلام في نفسك، وفي الكون حولك، فما الكون كله إلا تجسيد لأسماء الله الحسنى، فانظر من الذي سلمك حتى مشيت بتوازن؟ السلام سبحانه، وهو من أعطاك كليتين في كل كلية عشرين ضعفا عن حاجتك، وأين نخاعك الشوكي وهو أخطر شيء في جسدك؟ أليس في العمود الفقري؟ أين قلبك؟ أليس في قفصك الصدري؟ أين رحم المرأة أليس في الحوض؟ من حفظ لك هذا؟ أليس السلام سبحانه؟!، فكل ما حولك يشهد بأنه سبحانه سلام ، وأنه سلم عباده ، فإن كنت مريضا فتأمل في معنى اسمه السلام وادعه به، وإن كنت خائفا مذعورا فتذكر تسليمه لعباده وحفظه لهم، وادع الله به، سلمك السلام.

*******************

الله سبحانه سلام يحب كل سلام، ويحب العبد الذي يسلم الناس من شره ويصلهم خيره، فيا عبدالسلام كن سلاما على من حولك، وفي الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن عمرو قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه)، وعن عبد الله بن مسعود قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أيا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: الصلاة على ميقاتها، قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال: أن يسلم الناس من لسانك " صحيح الترغيب والترهيب (2852)

"الســـــــــــَلام"(2)


من اعتقد أن الله سلام في ذاته وصفاته وأفعاله من كل عيب ونقص، فسلمه من الصاحبة والولد، ومن الكفء والنظير، وسلم حياته من الموت ومن السنة والنوم، وقيوميته وقدرته من التعب واللغوب، وعلمه سلام من عزوب شيء عنه، أو عروض نسيان، و إرادته سلام من خروجها عن الحكمة والمصلحة، وكلماته سلام من الكذب والظلم، بل تمت كلماته صدقا وعدلا، وغناه سلام من الحاجة إلى غيره بوجه ما، بل كل ما سواه محتاج إليه، كانت النتيجة أن يسمع تسليم الله له في الجنة ، تأمل (تحيتهم فيها سلام)، وينزل بركة اسمه السلام عليه فيسلم من كل آفة ونقص (لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولا من رب رحيم).

*******************


لقد سلم الله أنبياءه ورسله الذين علموا الخلق معنى اسم الله السلام (وسلام على عباده الذين اصطفى) وإذا سلم الله على عبد فإن ذلك إشارة إلى سلامة ذلك العبد من كل عيب وآفة، واستلزم ذلك أن ننزههم من العيوب والنقائص فلا يذكرهم أحد بسوء، ولا يطعن في شرائعهم، أو يستهزأ بحديثهم، ومن وقع في عداوتهم قطعه الله عن كل خير، تأمل (إن شانئك هو الأبتر).

******************

أوحش ما يكون الخلق في ثلاث مواطن: يوم يولد فيرى نفسه خارجا مما كان فيه ، ويوم يموت فيرى قوما لم يكن عاينهم، ويوم يبعث فيرى نفسه في محشر عظيم، فأكرم الله فيها يحيى بن زكريا فخصه بالسلام عليه فقال: (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا) فأشار إلى أن الله جل وعز سلم يحيى من شر هذه المواطن الثلاث وأمنه من خوفها، أسأل الله أن يسلمك فيها.ابن عطية تفسير ابن كثير(3/144).

*********************



ما أجمل أن نفشي اسم الله السلام في الأرض، ونختار ما اختاره الله لأبينا آدم من التحية، فذلك هو أفضل الإسلام، وفي الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير ؟ قال: (تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف)، يقول أهل العلم: فدلالة كمال إسلام وإيمان العبد نشر السلام.

*********************


أولى الناس بالله -أي: أخصهم وأقربهم له- من ابتدأ عباد الله بالسلام، وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام) صحيح أبي داود(5197) وفي رواية الترمذي(2698) (يا رسول الله الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام فقال أولاهما بالله).


*********************

من أراد أن تتنزل البركة على بيته، ليسلم على أهله إذا دخل، فعن أنس مرفوعا : (يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم فتكون بركة عليك وعلى أهل بيتك) سنن الترمذي (2698) .


"الســـــــــــَلام"(1)



السلام اسم من أسمائه سبحانه يدور حول معان ثلاثة :
1) السلام أي من جميع العيوب والنقائص لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله.
2) الذي سلم من مشابهة خلقه.
3) الذي سلم المؤمنون من عقوبته، فهو الذي يسلم عباده المؤمنين في الدنيا والبرزخ والآخرة، فهو سلام في ذاته عن كل عيب ونقص يتخيله وهم ، وسلام في صفاته عن كل عيب ونقص ، وسلام في أفعاله من كل عيب ونقص وشر وظلم وفعل واقع عن غير وجه الحكمة ، بل هو السلام الحق من كل وجه وبكل اعتبار.

***************

هلا استشعرت حين تسلم (السلام عليكم) أحد معاني السلام: أن المعنى اسم السلام عليكم، والسلام هنا هو الله عز وجل، ومعنى الكلام : نزلت بركة اسمه عليكم ، واختير السلام من أسمائه عز وجل دون غيره من الأسماء لأن معناه السلامة والبراءة والعافية من جميع الشرور فكأنه يخبر المسلم عليه بالسلامة من جانبه، ويؤمنه من شره وغائلته وأنه سلم له لا حرب عليه ، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض فأفشوه بينكم، فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه، كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم) صحيح الجامع.

***************


(السلام) في تسليم العبد هو اسم الله السلام، ويؤكد هذا المعنى، ما أخرجه أبوداود عن المهاجر بن قنفذ أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فسلم عليه، فلم يرد عليه حتى توضأ، ثم اعتذر إليه فقال: "إني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر" صحيح أبي داود(17)، فلتتأمل حال نبيك حين كره أن يذكر اسم الله إلا على طهر، واقتد به، وما حافظ على الوضوء إلا مؤمن ، كما صح عند ابن ماجه.

********************

من معاني (السلام عليكم) أن السلام مصدر بمعنى السلامة، وهو المطلوب المدعو به عند التحية، فإذا قلت السلام أي السلامة عليك من كل شر وآفة وعيب ولذلك جاءت الأحاديث بالإطلاق والعموم ودلالة ذلك قالوا: إن السلام عطف على الرحمة والبركة.

****************


ولا مانع من حمل السلام على المعنيين: أن السلام اسم الله يطلب العبد به السلامة لمن ألقى عليه التحية، وفي ذلك قاعدة وهي أن من دعا الله بأسمائه الحسنى أن يسأل في كل مطلوب ويتوسل إليه في الاسم المقتضى لذلك المطلوب المناسب لحصوله حتى كأن الداعي مستشفع إليه متوسل إليه به.

*******************


على من آمن باسم الله السلام أن ينزه الله سبحانه وتعالى عن كل نقص وعيب، وهو بهذا المعنى قريب من القدوس، وقيل أن القدوس: إشارة إلى براءته عن جميع العيوب في الماضي والحاضر، والسلام: إشارة إلى أنه لا يطرأ عليه عيوب في الزمن المستقبل، فإن الذي يطرأ عليه شيء من العيوب تزول سلامته ولا يبقى سليماً، فتأمل.

السبت، 17 ديسمبر 2011

"الرحمن ، الرحيم " (3)



رحمة الله تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى العبد وإن كرهتها نفسه، وشقت عليها، فأرحم الناس بك من شق عليك في إيصال مصالحك ودفع المضار عنك، ألا ترى الأم تحرم صغيرها بعض ما تشتهيه نفسه لعلمها أن هلاكه فيه، وفي الحديث الذي أخرجه الحاكم، وصححه الألباني: "إن الله عز وجل ليحمي عبده المؤمن الدنيا وهو يحبه، كما تحمون مريضكم الطعام والشراب" صحيح الترغيب(3179).
******************************************
تأمل ما قاله مؤمن آل ياسين لقومه المشركين: ( إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون)، فاختار هذا الرجل الصالح اسم (الرحمن) من بين أسماء الله تعالى إشارة إلى أن الضر إذا أتى فإنما هو من (الرحمن) ، ويصير الأمر الذي ظاهره الضر في حقيقته رحمة، وخيرًا للمؤمن لأن الرحمن لا يصدر عنه إلا الرحمة واللطف والبر: (فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا).
"المتميزة"
****************************************
التعبد باسم الله الرحمن يورث إحسان الظن به تعالى ، فترى المؤمن تنزل به البلية فيرتقب ما بعدها من اليسر والنعمة التي سيحمدها، لإيمانه بأنها من الرحمن، تأمل فيما سمى به رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاعون (رحمة) لينبثق الأمل لكل مبتلى، وفي البخاري: "عن عائشة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون؟ فأخبرها نبي الله صلى الله عليه وسلم: "إنه كان عذابا يبعثه الله على من يشاء، فجعله الله رحمة للمؤمنين، فليس من عبد يقع الطاعون، فيمكث في بلده صابرا يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، إلا كان له مثل أجر الشهيد ".
"المتميزة"

"الرحمن ، الرحيم" (2)


لا يرحم الله من لا يرحم الناس، وأعظم أنواع الرحمة رحمة العصاة الواقعين في أسر الشيطان، فإذا رأيت أحدهم فادع له بالهداية، فلعل هذه الدعوات توافق بابا مفتوحا في السماء فيستجيب الله الدعاء ويصلح حال ذلك العبد، وقد مر أبو الدرداء -رضي الله عنه- على رجل قد أصاب ذنبا، فكانوا يسبونه، فقال: أرأيتم لو وجدتموه في قليب ألم تكونوا مستخرجيه ؟ قالوا: بلى، قال: فلا تسبوا أخاكم واحمدوا الله الذي عافاكم، قالوا: أفلا تبغضه؟ قال: إنما أبغض عمله فإذا تركه فهو أخي، فأخذ الرجل يبكي وأعلن توبته.
"المتميزة"
**************************************
رحمة الله تدرك العبد ليس برحمته للآدميين فحسب، بل إن رحمته للبهائم سبب من أسباب رحمة الله له، وفي الحديث الصحيح: "قال رجل: يا رسول الله إني لأذبح الشاة فأرحمها، قال: والشاة إن رحمتها رحمك الله، قالها مرتين" وفي الحديث الآخر: "من رحم و لو ذبيحة عصفور رحمه الله يوم القيامة" الصحيحة(26 ، 27).
"المتميزة"
*********************************
مما تنال به رحمة الله:
-الصبر على البلاء: "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة"
-الكلام بخير، والسكوت ، وفي الحديث الصحيح:"رحم الله عبدا تكلم فغنم، أو سكت فسلم"صحيح الترغيب(5805).
-الصلاة قبل العصر أربعا ، وفي الحديث الحسن: "رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا". صحيح أبي داود(1154). "المتميزة"
********************************
لا يزال العبد يلتمس رضا ربه في مأكله ومشربه وحركته وجميع أمره، حتى يكرمه الله بمحبته، وتغشاه رحمته، وفي الحديث الصحيح: "إن العبد ليلتمسُ مرضاةَ اللَّه ، ولا يزالُ بذلك، فيقول اللَّهُ عزَّ وجلَّ لجبريل: إن فلانًا عبدي يلتمس أن يرضيني، ألا وإن رحمتي عليه، فيقول جبريل: رحمة اللَّه على فلان، ويقولها حملة العرش، ويقولها من حولهم حتى يقولها أهل السماواتِ السبعِ، ثم تَهبِطُ له إلى الأرض" مسند احمد(5/297) فالتمس رضا الله في جميع أمرك.
"المتميزة"
********************************
احذر أسباب اللعن وموجباته، لأن اللعن معناه الطرد والإبعاد من رحمة الله ـأعاذك الله منهاـ فإذا مر بك في القرآن أو صحيح السنة (لعن الله) ابتعد واستعذ، ومن الأمثلة (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم و أعمى أبصارهم).
"المتميزة"
**********************************
‎(فمن أعطى اسم الرحمن حقه عرف أنه متضمن لإرسال الرسل وإنزال الكتب ،أعظم من تضمنه إنزال الغيث وإنبات الكلأ وإخراج الحب، فاقتضاء الرحمة لما تحصل به حياة القلوب والأرواح أعظم من اقتضائها لما تحصل به حياة الأبدان والأشباح، لكن المحجوبون إنما أدركوا من هذا الاسم حظ البهائم والدواب وأدرك أولو الألباب منه أمراً وراء ذلك) ابن القيم.
"المتميزة"
**********************************
الصلاة أعظم رحمة من الله لعباده المؤمنين، صلة بين العبد وربه، سلوة له وأنس بخالقه، فمن ذا الذي يأذن لرعيته أن يلجوا عليه في اليوم مرات عديدة، قال أبو بكر المزني: من مثلك يا ابن آدم ! خلي بينك وبين المحراب، كلما شئت دخلت على الله عز وجل، وليس بينك وبينه ترجمان. ثم إنه أذن لعبده أن يرفع له حوائجه في أي وقت شاء، بأي أمنية شاء، بأي لغة شاء، فأي رحمة أعظم من هذه الرحمة !!.
"المتميزة"
********************************


"الرحمن ،الرحيم" (1)




(الرحمن الرحيم)
ما أعظم هذين الاسمين اللذين نرى آثارهما في كل ما حولنا، و بينهما فرق لطيف ذكره ابن القيم في بدائع الفوائد (1/14) حين جعل الرحمن دالا على صفة ذاتية، والرحيم دالا على صفة فعلية ، فـ (( الرحمن )) دالٌ على الصفةِ القائمة به سبحانه، و(( الرحيم )) دال على تعلقها بالمرحوم، وإذا أردت فهم هذا فتأمل قول الله تبارك وتعالى : " إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً " ولم يجيء قط "رحمن بهم".
"المتميزة
***********************
هل تأملت في رحمة الله حولك، كم هي آثار رحمته عظيمة، إلا إن رحمته في الآخرة أوسع من رحمته في الدنيا بكثير، أخرج مسلم (2725) "إن لله مئة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخّر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة " فالمحروم الحقيقي من حرم التسعة والتسعون جزء، وما أعظم جرمه الذي حرمه رحمة الله في الآخرة.
"المتميزة"
***********************************
"إن رحمتي سبقت غضبي " حديث قدسي أخرجه البخاري (5654) قال الطيبي: في سبق الرحمة إشارة إلى أن قسط الخلق منها أكثر من قسطهم من الغضب، وأنها تنالهم من غير استحقاق، وأن الغضب لا ينالهم إلا باستحقاق، فالرحمة تشمل الشخص جنينا ورضيعا و فطيما وناشئا قبل أن يصدر منه شيء من الطاعة، ولا يلحقه من الغضب إلا بعد أن يصدر عنه من الذنوب ما يستحق معه ذلك.الفتح ( 6/292).
"المتميزة"
***********************************
الرحمن الرحيم سبحانه، أرحم بعباده من الأم بولدها، فتعرض لرحمته التي وسعت كل شيء، وفي البخاري قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي فإذا امرأة من السبي تحلب ثديها تسقي، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: "أترون هذه طارحة ولدها في النار؟" قلنا: لا، قال: "لله أرحم بعباده من هذه بولدها"وفي رواية الحاكم: "ولا الله بطارح حبيبه في النار" جعلك الله من أحبابه.
"المتميزة"
*******************************
تأمل عظم رحمة الله التي أخبر بها جبريلُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: " قال لي جبريل لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فيّ فرعون مخافة أن تدركه الرحمة"صحيح الجامع، وقال: "لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في جنته أحد، ولو علم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته أحد" متفق عليه.
"المتميزة"
*******************************
تأمل آثار رحمة الله، محمد رحمة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) ومن أسمائه(نبي الرحمة)، والقرآن رحمة (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) والعلم رحمة (آتيناه رحمة من عندنا) والمطر رحمة (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته) وعطفك على ولدك رحمة، وبرك لوالديك رحمة، والجنة رحمة، وفي الحديث القدسي (أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي). فتأمل في آثار رحمة الله من حولك، سبحانه ما أرحمه.
"المتميزة"
*****************************
أوسع المخلوقات عرش الرحمن، وأوسع الصفات رحمته، فاستوى على عرشه الذي وسع المخلوقات بصفة رحمته التي وسعت كل شيء، تأمل (الرحمن على العرش استوى).
"المتميزة"
**************************
لا يليق بمن يؤمن بالرحمن الرحيم أن يقنط من رحمته، مهما تعاظم ذنبه وكبرت معصيته، فما بينه وبين رحمة ربه التي وسعت كل شيء أحد، تأمل (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) وفي الحديث الصحيح: " ثلاثة لا يسأل عنهم: رجل نازع الله رداءه فإن رداءه الكبر، وإزاره العز، ورجل في شك من أمر الله، والقنوط من رحمته" صحيح الترغيب.


الأحد، 4 ديسمبر 2011

"ولله الأسماء الحسنى، والصفات العلى"


من أعظم ما يُقوي الإيمان ويَجلبه معرفة أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة والحرص على فهم معانيها ،
والتعبد لله بها قال الله تعالى :"ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون "
وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( إن لله تسعة وتسعين اسماً مائةً إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة
أي من حفظها وفهم معانيها ومدلولها وأثنى على الله بها ، وسأله بها ، وأعتقدها دخل الجنة . والجنة لا يدخلها إلا المؤمنون .
فَعُلم أن ذلك أعظم ينبوع ومادة لحصول الإيمان  وقوته وثباته .
<<
هذه الزاوية خاصة في أسماء الله ومعانيها 
مختارة من رسائل جوال "المتميزة "
 التابعة  للدكتورة نوال العيد
*

لاتزال الحياة مستمرة!





أزالت شركة أبل صورة :
[ستيف جوبز ]
عن صفحتها الأولى في الانترنت

- وأيضاً إنتهت قصة دامت أربعين سنة عنوانها :
... [معمر القذافي ]

ودفنت أشلاء الكاتب الذي ملأ الآفاق إبداعا وحكايا:
[أنيس منصور]

و دفن ” سلطان الخير” رحمه الله تعالى

[ وما زالت الحياة مستمرھ ]

• مهما ذاع صِيتك وبلغت شهرتك الآفاق وملكت الدنيا كلها من متاع ومنصب وجاه وولد

سواء كنت عالماً عبقريا
أو كنت ظالماً دكتاتورياً
أو كنت كـاتباََ رائـعاََ
أو كنت إنساناً .. خيراً

[ نهايتك التراب ]

فهذّب أخلاقك و أحسن عملك و أحبب من أحبّك و اصفح عمّن أخطأ بحقك ..
لأن كل شيء يذهب و لايبقى إلا عملك الصالح و ذكرك الحسن .

السعوديات واقتحام الملاعب!!



في ظل التصريحات الأخيرة ،فيما يختص "بالسماح للمرأة السعودية في المشاركة برياضة الأولمبياد"
نشرت صحيفة العرب مقال للكاتبة " ريم سعيد آل عاطف " ناقشت فيه العقل والمنطق، تقول فيه :

«أربعة لا يجتمعن أبدا: النور والظلام، والماء والنار، والحياة والموت، وأولمبياد المرأة والضوابط الشرعية!».
عبارة رائعة فيها من العمق والصدق الشيء الكثير لشيخنا الفاضل محمد بن صالح المنجّد. قد لا يختلف عاقلان على الثلاث الأولى، وتبقى الرابعة مثار جدل ومحط خلاف.
«الضوابط الشرعية» ذلك المصطلح الجامع لكثير من المعايير والحدود التي يحرص المسلم كل الحرص على معرفتها واحترامها ومجاهدة نفسه على التزامها.
الضوابط الشرعية قوانين ربانية نقلها البعض من إطار الهيبة والتقدير إلى فضاء الامتهان والاستخفاف بعد أن شوهوا معانيها وحقيقتها ثم ربطوها بالكثير من المشاريع والأمور التي يأباها الناس ويعترضون عليها.
إن المتابع للمشهد السياسي والفكري والاجتماعي السعودي يلحظ كم بات هذا المصطلح للأسف موضوعا للتندر والسخرية بين العامة بعد أن أصبح قنطرة للوصول ووسيلة لاستغفال العقول ينتهجها المسؤول أو أصحاب المشاريع التغريبية أو القوى الخارجية الضاغطة لتمرير القرارات والخطط التي يرفضها المجتمع ويرى أنها تتعارض مع ثقافته الدينية والاجتماعية.
هذه «اللزمة» المرافقة لخطاب صاحب القرار أو ذوي التوجهات الفكرية المخالفة حين يعتمدونها كمحاولة لإقناع -أو هو خداع- المواطن السعودي ما هي إلا انتقاص لفهمه وافتراض السذاجة والجهل فيه. كيف يمكن لمسلم أن يجهل أحكاما دينية واضحة يقرؤها في كتاب الله الموجود بين يديه ليل نهار؟!
أمور يؤمن الكثيرون بحرمتها ابتداء كيف تستطيع ضبطها وإخضاعها لمقاييس تتناسب مع رغباتك وأهدافك الخاصة؟!
يعلم كل مسلم وليس السعوديون وحدهم أن المرأة مأمورة بالحجاب الساتر الكثيف الواسع والعفة والحياء، وعليها التزامات واجبة تجاه دينها وأسرتها.
وأنه يحرم عليها التبرج واستعراض مفاتنها أمام الرجال والاحتكاك بهم وغير ذلك من الأحكام الجلية.
فكيف يجرؤ عاقل بعدها على القول إن المسلمة يمكنها أن تشارك في بطولات رياضية دولية تمارس فيها ألعابا مختلفة أمام الملايين وفق الضوابط الشرعية؟! أحيانا أتساءل: هل لهم شرع غير هذا الذي نعرفه؟!
يخرج علينا المسؤول السعودي عبر وسائل الإعلام ليعلن عن توجهات جادة لإشراك المرأة السعودية ضمن الوفد الرياضي الذي سيمثل المملكة في أولمبياد لندن 2012، ولكن مع الالتزام بالضوابط الشرعية في اللباس وتواجد المحرم معها!
أي ضوابط إسلامية؟ أهي ذلك الزي الرسمي الذي ارتدته الفارسات السعوديات في دبي والأردن وسنغافورة والذي لا يختلف إطلاقا عما ارتداه أي فارس مشارك في المسابقة؟! أم هو ذلك المحرم الذي أكد عضو المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية أنه يستحيل السماح بتواجده مع اللاعبة في المدن الرياضية والأماكن الخاصة والإسكان إذ لا يؤذن بمرافقتها إلا للمدرب والإداري؟!
لن أشير هنا إلى آراء الكثير من العلماء السعوديين والذين أفتوا بحرمة مشاركة المرأة المسلمة في مثل تلك المسابقات والبطولات الخارجية ولكني سأنقل قرار «مجلس المجمع الفقهي الإسلامي لرابطة العالم الإسلامي» حول رياضة المرأة إذ يرى جمهور الفقهاء أن ممارسة الرياضة بحد ذاتها أمر مباح وقد يصل لمرتبة الاستحباب إن أريد به تحصيل النشاط والحيوية وحفظ الصحة ومحاربة الأمراض على ألا يترتب على ذلك أحد المحاذير الشرعية كالإخلال بالأركان والواجبات مثل تضييع الصلوات والتساهل في الحجاب وإهمال المرأة لشؤون بيتها وأسرتها وممارسة ما لا يتوافق مع أنوثتها، أو وقوع في المحرمات ككشف العورات أو الاختلاط والخلوة بالرجال أو سفرها من دون محرم. ثم لا يجوز أن تكون مجرد تقليد للفكر الغربي أو استجابة لمطالب خارجية لا تتناسب مع العرف القائم في البلاد الإسلامية.
يبقى أن نقول إنه حتى ولو حاولنا مجاراة القائلين بإمكانية تطبيق الضوابط الشرعية على المنافسات النسائية في الملاعب والمحافل الدولية الرياضية، فالحقيقة أننا أيضا ما عدنا نثق في تلك الوعود أو الضمانات التي تقدم لنا كل مرة في مشاريع وقرارات مختلفة ثم يتم اختراقها والتساهل فيها تدريجيا!
السؤال الذي يلح عليّ قبل أن أختم هذه الكلمات هو: لماذا هذا الحرص على إقحام المرأة السعودية في هذا الميدان الذي لم نره حقق للمرأة الغربية أو حتى المسلمة التي شاركت أي مصالح أو مكاسب عامة؟! فحقوقها ما زالت مسلوبة وكرامتها ما زالت منتهكة رغم كل هذه الأكاذيب حول تحررها ومساواتها بالرجل.
أخيرا: إن كان نبي الأمة الذي لا ينطق عن الهوى -صلى الله عليه وسلم- يقرر أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من خروجها للمسجد «وبيوتهن خيرٌ لهن» فكيف بممارستها للرياضة؟!
فأي شرع سنتبع ياتُرى، وبأي ضوابط سنلتزم؟

السبت، 26 نوفمبر 2011

~Happy New Year ~






عام جديد ، حق لنا أن نبتدئه بالحمد والثناء ، أن مد الله في أعمارنا..

لننوي الخير فيه ، ونعود إلى مذكراتنا ونجدد الأهداف ، ونمنح أنفسنا مزيداً من الأمل ،

وكثيراً من الأماني ..ولنعلقها برب السماء ..

فهو القادر وحده ، أمره بين كاف ونون ، وهوعند ظن عبده به ،

فلنحسن الظن ، وننزع من قلوبنا كل يأس هزمنا ..!

ولنضاعف الهمة ، ونزاحم أوقاتنا أكثر ، فهي أهم وأسرع مما مضى ..

فكلما زادت أعمارنا، وأيامنا، كبر احتياجنا لها ، وتعاظمت أهميتها ،

وقد يكون مافات أطول من الآت ..!!


حياة نابضة بالخير ، عامرة بالسعادة ، متوجة بالنجاح ، أرجوها لكل من أحب !