السبت، 17 ديسمبر 2011

"الرحمن ، الرحيم" (2)


لا يرحم الله من لا يرحم الناس، وأعظم أنواع الرحمة رحمة العصاة الواقعين في أسر الشيطان، فإذا رأيت أحدهم فادع له بالهداية، فلعل هذه الدعوات توافق بابا مفتوحا في السماء فيستجيب الله الدعاء ويصلح حال ذلك العبد، وقد مر أبو الدرداء -رضي الله عنه- على رجل قد أصاب ذنبا، فكانوا يسبونه، فقال: أرأيتم لو وجدتموه في قليب ألم تكونوا مستخرجيه ؟ قالوا: بلى، قال: فلا تسبوا أخاكم واحمدوا الله الذي عافاكم، قالوا: أفلا تبغضه؟ قال: إنما أبغض عمله فإذا تركه فهو أخي، فأخذ الرجل يبكي وأعلن توبته.
"المتميزة"
**************************************
رحمة الله تدرك العبد ليس برحمته للآدميين فحسب، بل إن رحمته للبهائم سبب من أسباب رحمة الله له، وفي الحديث الصحيح: "قال رجل: يا رسول الله إني لأذبح الشاة فأرحمها، قال: والشاة إن رحمتها رحمك الله، قالها مرتين" وفي الحديث الآخر: "من رحم و لو ذبيحة عصفور رحمه الله يوم القيامة" الصحيحة(26 ، 27).
"المتميزة"
*********************************
مما تنال به رحمة الله:
-الصبر على البلاء: "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة"
-الكلام بخير، والسكوت ، وفي الحديث الصحيح:"رحم الله عبدا تكلم فغنم، أو سكت فسلم"صحيح الترغيب(5805).
-الصلاة قبل العصر أربعا ، وفي الحديث الحسن: "رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا". صحيح أبي داود(1154). "المتميزة"
********************************
لا يزال العبد يلتمس رضا ربه في مأكله ومشربه وحركته وجميع أمره، حتى يكرمه الله بمحبته، وتغشاه رحمته، وفي الحديث الصحيح: "إن العبد ليلتمسُ مرضاةَ اللَّه ، ولا يزالُ بذلك، فيقول اللَّهُ عزَّ وجلَّ لجبريل: إن فلانًا عبدي يلتمس أن يرضيني، ألا وإن رحمتي عليه، فيقول جبريل: رحمة اللَّه على فلان، ويقولها حملة العرش، ويقولها من حولهم حتى يقولها أهل السماواتِ السبعِ، ثم تَهبِطُ له إلى الأرض" مسند احمد(5/297) فالتمس رضا الله في جميع أمرك.
"المتميزة"
********************************
احذر أسباب اللعن وموجباته، لأن اللعن معناه الطرد والإبعاد من رحمة الله ـأعاذك الله منهاـ فإذا مر بك في القرآن أو صحيح السنة (لعن الله) ابتعد واستعذ، ومن الأمثلة (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم و أعمى أبصارهم).
"المتميزة"
**********************************
‎(فمن أعطى اسم الرحمن حقه عرف أنه متضمن لإرسال الرسل وإنزال الكتب ،أعظم من تضمنه إنزال الغيث وإنبات الكلأ وإخراج الحب، فاقتضاء الرحمة لما تحصل به حياة القلوب والأرواح أعظم من اقتضائها لما تحصل به حياة الأبدان والأشباح، لكن المحجوبون إنما أدركوا من هذا الاسم حظ البهائم والدواب وأدرك أولو الألباب منه أمراً وراء ذلك) ابن القيم.
"المتميزة"
**********************************
الصلاة أعظم رحمة من الله لعباده المؤمنين، صلة بين العبد وربه، سلوة له وأنس بخالقه، فمن ذا الذي يأذن لرعيته أن يلجوا عليه في اليوم مرات عديدة، قال أبو بكر المزني: من مثلك يا ابن آدم ! خلي بينك وبين المحراب، كلما شئت دخلت على الله عز وجل، وليس بينك وبينه ترجمان. ثم إنه أذن لعبده أن يرفع له حوائجه في أي وقت شاء، بأي أمنية شاء، بأي لغة شاء، فأي رحمة أعظم من هذه الرحمة !!.
"المتميزة"
********************************


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق