الخميس، 22 ديسمبر 2011

"الســـــــــــَلام"(1)



السلام اسم من أسمائه سبحانه يدور حول معان ثلاثة :
1) السلام أي من جميع العيوب والنقائص لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله.
2) الذي سلم من مشابهة خلقه.
3) الذي سلم المؤمنون من عقوبته، فهو الذي يسلم عباده المؤمنين في الدنيا والبرزخ والآخرة، فهو سلام في ذاته عن كل عيب ونقص يتخيله وهم ، وسلام في صفاته عن كل عيب ونقص ، وسلام في أفعاله من كل عيب ونقص وشر وظلم وفعل واقع عن غير وجه الحكمة ، بل هو السلام الحق من كل وجه وبكل اعتبار.

***************

هلا استشعرت حين تسلم (السلام عليكم) أحد معاني السلام: أن المعنى اسم السلام عليكم، والسلام هنا هو الله عز وجل، ومعنى الكلام : نزلت بركة اسمه عليكم ، واختير السلام من أسمائه عز وجل دون غيره من الأسماء لأن معناه السلامة والبراءة والعافية من جميع الشرور فكأنه يخبر المسلم عليه بالسلامة من جانبه، ويؤمنه من شره وغائلته وأنه سلم له لا حرب عليه ، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض فأفشوه بينكم، فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه، كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم) صحيح الجامع.

***************


(السلام) في تسليم العبد هو اسم الله السلام، ويؤكد هذا المعنى، ما أخرجه أبوداود عن المهاجر بن قنفذ أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فسلم عليه، فلم يرد عليه حتى توضأ، ثم اعتذر إليه فقال: "إني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر" صحيح أبي داود(17)، فلتتأمل حال نبيك حين كره أن يذكر اسم الله إلا على طهر، واقتد به، وما حافظ على الوضوء إلا مؤمن ، كما صح عند ابن ماجه.

********************

من معاني (السلام عليكم) أن السلام مصدر بمعنى السلامة، وهو المطلوب المدعو به عند التحية، فإذا قلت السلام أي السلامة عليك من كل شر وآفة وعيب ولذلك جاءت الأحاديث بالإطلاق والعموم ودلالة ذلك قالوا: إن السلام عطف على الرحمة والبركة.

****************


ولا مانع من حمل السلام على المعنيين: أن السلام اسم الله يطلب العبد به السلامة لمن ألقى عليه التحية، وفي ذلك قاعدة وهي أن من دعا الله بأسمائه الحسنى أن يسأل في كل مطلوب ويتوسل إليه في الاسم المقتضى لذلك المطلوب المناسب لحصوله حتى كأن الداعي مستشفع إليه متوسل إليه به.

*******************


على من آمن باسم الله السلام أن ينزه الله سبحانه وتعالى عن كل نقص وعيب، وهو بهذا المعنى قريب من القدوس، وقيل أن القدوس: إشارة إلى براءته عن جميع العيوب في الماضي والحاضر، والسلام: إشارة إلى أنه لا يطرأ عليه عيوب في الزمن المستقبل، فإن الذي يطرأ عليه شيء من العيوب تزول سلامته ولا يبقى سليماً، فتأمل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق