الخميس، 22 ديسمبر 2011

" القـــــــــــدوس "(1)




القدوس اسم من أسمائه الحسنى، ورد ذكره في القرآن مرتين، ومن معانيه: المبارك. والبركة الحقيقية لا تُسأل إلا من الله عز وجل، فالله مبارك في أقواله وأعماله، ولذلك البركة المطلقة لا تطلب إلا من الله سبحانه وتعالى، وقيل: هو الطاهر من العيوب، المنزه عن الأولاد والأنداد، وقيل:هو المنزه عن كل وصف يدركه حس، أو يتصوره خيال، أو يسبق إليه وهم، أو يختلج به ضمير، أو يقضي به تفكير، وقال ابن كثير: المنزه عن النقائص؛ الموصوف بصفات الكمال. ولا مانع من حمل المعنى على الأربعة معان.
"المتميزة"
****************************************
إذا علمت أن الله هو القدوس سبحانه، فنزهه عن النقائص في ذاته صفاته وأسمائه الحسنى وفي أقواله وأفعاله ونهيه وأمره، واعلم أنه موصوف بكل كمال، فقوله الصدق، وخبره الحق، قال تعالى: (ومن أصدق من الله حديثا) وفعله منزه عن الخطأ والنسيان (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته) وتقدس وتنزه عن أن يخلق شيئاً عبثاً أو سفها (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا) فإذا جاءت الآية فيها فعل منسوب له -سبحانه وتعالى- فاعلم أن هذه تقديس لله سبحانه فأرعِ لها سمعك.
"المتميزة"
**************************************
القدوس الممدوح بالفضائل والمحاسن، والتقديس مضمن في صريح التسبيح، والتسبيح مضمن في صريح التقديس، وقد جمع الله تبارك وتعالى بينهما في سورة الإخلاص، فقال عز اسمه (قل هو الله أحد الله الصمد) فهذا تقديس، ثم قال (لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) فهذا تسبيح. والأمران راجعان إلى إفراده وتوحيده ونفي الشريك والتشبيه عنه. الحليمي المنهاج في شعب الإيمان(197).
"المتميزة"
***********************************
إذا علمت أن الله هو القدوس فاعلم أن كل شيء في الكون يقدس الله ويسبحه وينزهه، وتسبيح الله تبارك وتعالى من أعظم ما يعبد الله به، وهو عبادة أهل السماء من الملائكة قال تعالى: (وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم) فالكون كله معبد، تتجاوب جنباته بالتسبيح لخالقه، فما من شيء في الكون إلا وهو يسبح خالقه. قال تعالى: (سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم). فقدسه وسبحه لتشارك عباد الله الصالحين.
"المتميزة"
*********************************
تأمل ختام آية التقديس والتسبيح في قوله سبحانه:(تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا) فهو حليم بكم إذ فضلكم على جميع المخلوقات، ومع ذلك فكل المخلوقات لا تغفل عن تسبيحه، وأنتم تغلفون، ومع هذا فإنه حليمٌ بكم، غفورٌ لكم على غفلتكم وتقصيركم إن عدتم إليه جل وعلا.
"المتميزة"
******************************************
أيها المبارك إذا ما رفعت رأسك للسماء ورأيتها ورجلك على الأرض، تفكر في بداياتهما حين أمرهما الله بالإتيان طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين، تفكر وأنت تعيش بين أرض وسماء، تفكر يوم القيامة يوم تشقق السماوات وتتناثر الكواكب، وتعبد بعبادة أولي الألباب الذين يقودهم التفكر إلى تقديس الله وتنزيهه، تأمل: "ويتفكرون في خلق السماوات والأرض : ربنا ما خلقت هذا باطلاً. سبحانك ! فقنا عذاب النار".
"المتميزة"
************************************
جاء في حديث ربيعة بن كعب قوله: كنت أخدم النبي -صلى الله عليه وسلم- نهاري، فإذا كان الليل أويت إلى باب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فبت عنده فلا أزال أسمعه يقول: (سبحان ربي)، حتى أمل أو تغلبني عيني فأنام. صحيح الترغيب والترهيب 388.
قال أهل العلم ويستفاد من الحديث أن العبد إذا أنهى ورده قبل النوم يسن له أن ينتقل إلى التسبيح.
"المتميزة"
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق