الأحد، 30 سبتمبر 2012

مصاب محمد عليه الصلاة والسلام



خرج إلى الدنيا يتيماً لم يرَ أباه، ماتت أمه وهو صغير لم يبلغ الحلم، تربى عند جده، فلما مات جده ثم تربى عند عمه، فلما شب واستقام، دعا إلى الله ونصره أبو طالب الذي مات ولم يُسلم، احترق قلب النبي صلى الله عليه وسلم عليه، استغفر له اللهَ، فمنعه اللهُ جل وعلا. تزوج من خديجة فإذا به يحبها كأشد ما يحب إنسان امرأته على وجه الأرض، ولكنها غادرت الدنيا وفارقته، وتُرك في هذه الدنيا بين مستهزئ وساخر، وشاتم وضارب، 

انظر ماذا يقول الشاعر فيه:

ولَّى أبوك عن الدنيا ولم تره وأنت مرتهن لا زلت في الرحمِ
وماتت الأم لما أن أنست بها ولم تكن حين ولَّت بالغ الحلمِ
ومات جدك من بعد الولوع به فكنت من بعدهم في ذروة اليتمِ
فجاء عمك حصناً تستكن به فاختاره الموت والأعداء في الأجمِ
ترمى وتؤذى بأصناف العذاب فما رُئيت في ثوب جبار ومنتقمِ
حتى على كتفيك الطاهرَينِ رموا سلى الجزور بكف المشرك القزمِ
أما خديجة من أعطتك بهجتها وألبستك رداء العطف والكرمِ
ولت إلى جنة الباري ورحمته فأسلمتك لجرح غير ملتئمِ
وشج وجهك ثم الجيش في أحد يعود ما بين مقتول ومنهزمِ
لما رزقت بإبراهيم وامتلأت به حياتك بات الأمر كالعدمِ
ورغم تلك الرزايا والخطوب وما رأيت من لوعة كبرى ومن ألمِ
ما كنت تحمل إلا قلب محتسب في عزم مفتقد في وجه مبتسمِ

صلى الله عليه وعلى آله وسلم، انظروا كيف صبر، فكيف لا نحبه؟ أوذي وصبر لأجل من؟ لولا صبره، لولا تحمله، لولا جهاده عليه الصلاة والسلام لكان الواحد منا الآن يعبد ماذا؟ يتأسى بمن؟ ينتهج أي دين؟ ماذا يكون مصيرنا؟ 

للشيخ نبيل العوضي_حفظه الله_




الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

(الأب المربــي)



إن محمدًا (صلى الله عليه وسلم) كان في أُبوته حضاريًّا بكل معاني الكلمة،
 فلم يضغط على أبنائه ضغط المتسلطين في اختيار من الاختيارات،
 ولم يمثل في بيته ولأبنائه دور الديكتاتور المرهوب، ولكنه كان يوجههم عن طريق قلوبهم وعقولهم، 
فيستعمل معهم المحبة والإقناع بوصفهما وسيلتين مؤثرتين في تربيته، 
كما لم يتخلَّ عنهم في مواقفهم المختلفة؛ سواء كان ذلك في صغرهم أو بعدما كبروا، 
وهو في كل ذلك يعلم أن ما يفعله إنما هو أنموذج من منهج تربوي سيحتذي به الآباء من أمته من بعده.
من جانب آخر فقد حرص محمد (صلى الله عليه وسلم) على ألا يكون حبه لأولاده سببًا لفشلهم عندما يتركون مسئولياتهم ويعتمدون عليه اعتمادًا كليًّا في شؤونهم، بل ربَّى فيهم مسؤوليتهم الخاصة، وعلمهم أنه لن يغني عنهم شيئًا، 
وكان يقول لابنته فاطمة: «يا فاطمة بنت محمد! إني لن أغني عنك من الله شيئاً»، 
وفي موقف آخر تشكو له ابنته فاطمة من كثرة أعمالها المنزلية مع مرضها، وتطلب منه خادمة لها تُعينها في شأنها،
 فإذا بمحمد (صلى الله عليه وسلم) ينصحها بأن تسبح ربها ثلاثًا وثلاثين، وتحمده ثلاثًا وثلاثين، وتكبره أربعًا وثلاثين إذا أتت مضجعها للنوم، ويخبرها أن ذلك خير لها من خادم»
.إنه إذن والد يتصرف وفقًا لنظرية تربوية محكمة ومبادئ مقننة لا تنتقصها في حين من الأحيان عواطف الأبوة، 
ولا تهزها مشاعر منفردة.إننا قد نرى كثيرًا من الآباء يتحدث بكثير من الحب عن أولاده وخوفه عليهم،
 إلا أنه يهمل حسن رعايتهم وتربيتهم؛ فيخرجون عاقين له منحرفي الخُلُق والأفكار، 
إلا أن محمدًا (صلى الله عليه وسلم) قد أدرك هذه السقطة التربوية، 
فكان كثيرًا ما يقول لأبنائه: «أنقذوا أنفسكم من النار»


(الأب الرحيـــــــــــم)






مثَل محمد (صلى الله عليه وسلم) لأولاده دور الأب الرحيم العطوف بامتياز، 
 وحرص دومًا على أن يهتم بشؤونهم برغم مشاغله المتكاثرة، كما غمرهم بعاطفته الجياشة في كل المواقف؛ 
وهو ما جعلهم يرتبطون به ارتباطًا نفسيًّا وقلبيًّا وثيقًا. 
يقول خادمه وصاحبه أنس بن مالك: 
«ما رأيت أحدًا أرحم بالعيال من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، 
كان إبراهيم - ولده - مسترضَعًا في عوالي المدينة، وكان ينطلق ونحن معه فيدخل إلى البيت.... قال: فيأخذه ويقبله ثم يرجع»
ورآه رجل يومًا يُقبِّل بعض ولده، فقال: أتُقَبِّلون أبناءكم؟ فوالله إن لي عشرة من الولد ما قبَّلت واحدًا منهم، فردَّ عليه محمد (صلى الله عليه وسلم) غاضبًا بقوله: «من لا يرحم لا يُرحم».
وكان يقول عن ابنته فاطمة: «فاطمة قطعة مني، فمن أغضبها فقد أغضبني».
وتصوَّرْ معي وَقْع مثل تلك الكلمات على ابنته، وما يتلوها من محبة له وتعلق به.
ويروي صاحبه البراء موقفًا آخر فيقول: رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) والحسن بن علي - حفيده - على عاتقه، وهو يقول: «اللهم إني أحبه فأحبه».إنه حب نابع من القلب، يدعو به ربه أن يحبه؛ فيكتب له من الخير ما يحب.




من هو محمد؟




اسمه :
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ، وهاشم من قبيلة قريش، وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل عليه السلام، ابن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.
فهو خير أهل الأرض نسباً على الإطلاق ، فقومه أشرف قوم، وقبيلته أشرف قبيلة ،وفخذه أشرف الأفخاذ، وقد كان أعداؤه يشهدون له بعلوّ نسبه فيهم .

ومن أسمائه الثابتة في أحاديث صحيحة:
( محمد، و أحمد ، وعبد الله ، وخاتم النبيين، ونبي الملاحم، والعاقب, والحاشر, والماحي)

ذكره في القرآن:
ذكر النبي –صلى الله عليه وسلم- في القرآن باسمه "محمد" في أربعة مواضع: في سورة آل عمران الآية (144)، والأحزاب الآية (40)، ومحمد الآية (2)، والفتح الآية (29)، وأما "أحمد" فجاءت حكاية عن عيسى عليه السلام في سورة الصف الآية (6).

كنيته: (أبو القاسم).

ولادته :
ولد يوم الإثنين ، الثاني عشر من ربيع الأول في مكة .
عن أبي قتادة –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم - سئل عن صوم يوم الإثنين، فقال: ذاك يوم ولدت فيه) رواه مسلم .
قال ابن القيم (لا خلاف أنه ولد –صلى الله عليه وسلم- بجوف مكة، وأن مولده كان عام الفيل).

والده ووالدته :
والد النبي –صلى الله عليه وسلم-: هو عبد الله؛ وهو المسمى بالذبيح؛ وقد توفي ورسول الله –صلى الله عليه وسلم- جنين في بطن أمه.
أمّ النبي –صلى الله عليه وسلم- هي: آمنة بنت وهب القرشية؛ وقد توفيت ورسول الله –صلى الله عليه وسلم- له من العمر ست سنوات.


نشأته:
نشأ –صلى الله عليه وسلم- يتيماً فكفله جده عبد المطلب، ثم كفله عمه أبو طالب، وطهره الله عز وجل من دنس الجاهلية فلم يعظم صنماً في عمره قطّ, ولم يحضر مشهداً من مشاهد كفرهم وكانوا يطلبونه لذلك فيمتنع ويعصمه الله تعالى من ذلك، وهذا من لطف الله به أن برأه من كل عيب ومنحه كل خلق جميل.

رضاعه:
أرضعته –صلى الله عليه وسلم- ثويبة مولاة أبي لهب أياماً، ثم أرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية وأقام عندها في بادية بني سعد قرابة أربع سنين.

زوجاته:
هن أمهات المؤمنين، قال ابن القيم: "ولا خلاف أنه –صلى الله عليه وسلم- توفي عن تسع".
وأسماؤهن: عائشة بنت أبي بكر الصديق، وحفصة بنت عمر بن الخطاب، وسودة بنت زمعة، وزينب بنت جحش، وأم سلمة هند بنت أبي أمية، وأم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، وميمونة بنت الحارث، وجويرية بنت الحارث، وصفية بنت حيي بن أخطب. رضي الله عنهن جميعاً.

أولاده :
الذكور ثلاثة: القاسم، وعبد الله، وإبراهيم؛ وقد ماتوا صغاراً لم يتجاوزوا السنتين بالاتفاق.
الإناث أربع: زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة؛ وقد أدركن البعثة، ودخلن في الإسلام، وهاجرن مع النبي –صلى الله عليه وسلم-، ومات كل أولاده قبله إلا فاطمة فإنها ماتت بعده بستة أشهر.

محمـديــَــات




"محمديات"
زاوية خاصة تحمل صفو السير، وعذب الكلام، لسيدنا خير الأنام، 
محمد عليه الصلاة والسلام..
..
لنقرأ، ونطبق، ونقتدي،..لعلنا بهديه نهتدي..
..
وأنفع الأوقات أتمناها للجميع



من أجلك !


هناك من يناضل من أجل أن يصنع سعادتك..
 يعبد الطرقات أمامك، ويتعثر بدمعه..!
يرسل إليك من يؤنسك في الوحدة، وهو يعيش في منفاه..!
 ومن أجلك يفيض بالحب، ولم يذق طعمه يوماً..!
رجوتك لاتخسره بجفائك..!

ليس أكثر..!


(سوريا وليس أكثر..!)
ولو أني كتبتها عنواناً لتدوينتي لربما لن يقرأها أحد..
اعتادت قلوبنا على مرآى الدم النازف، فهو لايكف، كل يوم جرح جديد..!
وليس أكثر من عيون تفيض بالدمع..!
 ولكن البارحة كانت ليلة مرعبة بمايكفي، 
ليس لأني رأيت طفلة قد فُصل رأسها عن الجسد،
 ولكني تخيلت أمها وهي تنظر إلى قطعة قلبها بهذا المنظر !
ولا أخفيكم أن حزني كان أعظم من أن أحزن على ذلك الفيلم المسيء لرسولنا عليه الصلاة والسلام..
تخيلت لو أنه عليه الصلاة والسلام بيننا، هل سيغضب لأن أحداً شتمه؟!، أو لأن أحداً أساء إليه؟!
أم سيغضب لدين الله، ولحرمات الله تنتهك، ولأرواح بريئة تعذب ..!
 والمسلمون لازالوا يراهنون على ضعفهم !
ولكم أن تنظروا إلى هذه الصورة، وهذه الطفلة الراحلة إلى جنة بأجنحة من السماء..
بعد أن فقدت رأسها، وحبها لوطنها، ومشهد المسلمين الصامت، وذكرى تشبهها صعدت معها،
..وليس أكثر !