الخميس، 22 ديسمبر 2011

"الســـــــــــَلام"(3)



من أراد ضمان الله إن عاش رزق وكفي وإن مات دخل الجنة ليكن أحد الثلاثة،
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل: رجل خرج غازياً في سبيل الله فهو ضامن على الله يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة،ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة ، ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عز وجل) صحيح سنن أبي داود(2494) وتأمل كيف قرن رسول الله عليه الصلاة والسلام بين إفشاء السلام في البيوت والجهاد في سبيل الله. 
*******************
قبل أن ننصرف من صلاتنا ونتحلل منها، نذكر اسم الله (السلام) السلام عليكم ورحمة الله، لأن به تكتمل حصانتنا ، فالمسلمون في صلاتهم بين يدي الله وفي حماه محفوظون من جميع الشرور، وإذا انصرفوا ابتدرتهم البلايا والآفات فمن رحمة الله بهم أن جعل انصرافهم من بين يديه مصحوبا بالسلام الذي يدوم معهم ويحفظهم الله به إلى الصلاة الأخرى.

*****************

من تأمل في اسم الله (السلام) أدرك أسرار الشريعة وحقيقة الأحكام، فمن كانت له معرفة بهذا الاسم رأى أن الخلق والأمر ينتظمان به أتم انتظام، فلو نظر إلى كل حكم في الشريعة لرأى سريان أثر هذا الاسم فيها ، فأوامر الله ونواهيه كلها تحتم علينا الأمن والسلام، فما أمرنا السلام بالصيام إلا لسلامة أجسادنا، وما أمرنا بالزكاة إلا للسلامة من الفقر، وما أمرنا بالجهاد إلا لسلامة أمتنا، وما نهانا عن الربا إلا لسلامة اقتصادنا... وجميع الأحكام تدعو للسلام، وجدير بمن عرف هذا الاسم أن يزداد إيمانه ويقينه وتوكله على ربه ،ويطمئن لشرع الله قلبه، ولا يعارض حكم الله بعقله، وأن يسلم لله أمره، ولا يشرع من تلقاء نفسه، فإن استسلمت بحق أمة الإسلام، وطبقت شرع الله السلام، سادها الأمن والسلام.

***************


من معاني اسم السلام أنك إذا اتصلت بالله عز وجل طهرت نفسك من العيوب، ومنحك السلام السلامة في أخلاقك ، وفي سريرة نفسك، وفي تجارتك سيهديك سبل السلام، وفي زواجك يهديك سبل السلام، وفي علاقاتك بجيرانك يهديك سبل السلام ، فذكر الله يورث الأمن والسلام ، والاتصال بالله عز وجل يكسب السلامة من العيب والنقائص والأدران ، وإذا طبقت شرعه يهديك سبل السلام ،قال تعالى: ( يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام).

***************

تأمل آثار اسم الله السلام في نفسك، وفي الكون حولك، فما الكون كله إلا تجسيد لأسماء الله الحسنى، فانظر من الذي سلمك حتى مشيت بتوازن؟ السلام سبحانه، وهو من أعطاك كليتين في كل كلية عشرين ضعفا عن حاجتك، وأين نخاعك الشوكي وهو أخطر شيء في جسدك؟ أليس في العمود الفقري؟ أين قلبك؟ أليس في قفصك الصدري؟ أين رحم المرأة أليس في الحوض؟ من حفظ لك هذا؟ أليس السلام سبحانه؟!، فكل ما حولك يشهد بأنه سبحانه سلام ، وأنه سلم عباده ، فإن كنت مريضا فتأمل في معنى اسمه السلام وادعه به، وإن كنت خائفا مذعورا فتذكر تسليمه لعباده وحفظه لهم، وادع الله به، سلمك السلام.

*******************

الله سبحانه سلام يحب كل سلام، ويحب العبد الذي يسلم الناس من شره ويصلهم خيره، فيا عبدالسلام كن سلاما على من حولك، وفي الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن عمرو قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه)، وعن عبد الله بن مسعود قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أيا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: الصلاة على ميقاتها، قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال: أن يسلم الناس من لسانك " صحيح الترغيب والترهيب (2852)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق