السبت، 17 ديسمبر 2011

"الرحمن ، الرحيم " (3)



رحمة الله تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى العبد وإن كرهتها نفسه، وشقت عليها، فأرحم الناس بك من شق عليك في إيصال مصالحك ودفع المضار عنك، ألا ترى الأم تحرم صغيرها بعض ما تشتهيه نفسه لعلمها أن هلاكه فيه، وفي الحديث الذي أخرجه الحاكم، وصححه الألباني: "إن الله عز وجل ليحمي عبده المؤمن الدنيا وهو يحبه، كما تحمون مريضكم الطعام والشراب" صحيح الترغيب(3179).
******************************************
تأمل ما قاله مؤمن آل ياسين لقومه المشركين: ( إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون)، فاختار هذا الرجل الصالح اسم (الرحمن) من بين أسماء الله تعالى إشارة إلى أن الضر إذا أتى فإنما هو من (الرحمن) ، ويصير الأمر الذي ظاهره الضر في حقيقته رحمة، وخيرًا للمؤمن لأن الرحمن لا يصدر عنه إلا الرحمة واللطف والبر: (فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا).
"المتميزة"
****************************************
التعبد باسم الله الرحمن يورث إحسان الظن به تعالى ، فترى المؤمن تنزل به البلية فيرتقب ما بعدها من اليسر والنعمة التي سيحمدها، لإيمانه بأنها من الرحمن، تأمل فيما سمى به رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاعون (رحمة) لينبثق الأمل لكل مبتلى، وفي البخاري: "عن عائشة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون؟ فأخبرها نبي الله صلى الله عليه وسلم: "إنه كان عذابا يبعثه الله على من يشاء، فجعله الله رحمة للمؤمنين، فليس من عبد يقع الطاعون، فيمكث في بلده صابرا يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، إلا كان له مثل أجر الشهيد ".
"المتميزة"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق